فصل: السنة الثالثة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **


 السنة الثالثة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر

وهي سنة أربع عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها دخل مشرف الدولة بن بهاء الدولة إلى بغداد وتلقاه الخليفة في زبزب بأبهة الخلافة ولم يكن القادر لقي أحدًا من الملوك قبله‏.‏

وفيها ورد كتاب السلطان يمين الدولة محمود بن سبكتكين على الخليفة القادر أنه أوغل في بلاد الهند‏.‏

وعنوان الكتاب‏:‏ عبد مولانا أمير المؤمنين وصنيعته محمود بن سبكتكين‏.‏

وفيها عادت دولة بني أمية إلى الأندلس بعد أن انقطعت سبع سنين‏.‏

وفيها توفي الحسن بن الفضل بن سهلان أبو محمد وزير سلطان الدولة وهو الذي بنى سور 2 الحائر بمشهد الحسين بكربلاء وكان من كبار الشيعة كان رافضيًا خبيثًا قبض عليه وصودر وسمل وحبس حتى مات‏.‏

وفيها توفي محمد بن أحمد أبو جعفر النسفي الفقيه الحنفي العلامة صاحب التصانيف ومصنف كتاب التعليقة المشهورة وغيره‏.‏

كان عالمًا فاضلًا ورعًا زاهدًا مفتنًا في علوم وكانت وفاته في شعبان‏.‏

وفيها توفي محمد بن الخضر بن عمر أبو الحسين الحمصي القاضي الفرضي ولي القضاء بدمشق نيابة عن أبي عبد الله محمد بن الحسين النصيبي وكان نزهًا عفيفًا‏.‏

مات بدمشق في جمادى الأولى‏.‏

وفيها توفي تمام بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد الحافظ أبو القاسم ابن الحافظ أبي الحسين الرازي ثم الدمشقي المحدث‏.‏

ولد بدمشق سنة ثلاثين وثلاثمائة وسمع الكثير أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وثماني أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة أربع عشرة ذراعًا وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الرابعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة خمس عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها حج من العراقيين أبو الحسن الأقساسي ومعه حسنك صاحب محمود بن سبكتكين فأرسل إليه الظاهر صاحب مصر خلعًا وصلة فقبلها حسنك ثم خاف من القادر فلم يدخل بغداد وكاتب القادر ابن سبكتكين فيما فعل حسنك فأرسل إليه حسنك بالخلع المصرية فأحرقها القادر‏.‏

وكان حسنك أمير خراسان من قبل ابن سبكتكين‏.‏

وفيها ولي وزارة مصر للظاهر صاحب الترجمة نجيب الدولة علي بن أحمد الجرجرائي بعد موت ست الملك عمة الظاهر‏.‏

وفيها منع الرافضة من النوح في يوم عاشوراء ووقع بسبب ذلك فتنة بين الشيعة وأهل السنة قتل فيها خلق كثير ومنع الرافضة من النوح وعيد الغدير وأيد الله أهل السنة ولله الحمد‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن أبو الفرج العدل البغدادي الفقيه الحنفي ويعرف بابن المسلمة مولده سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وسمع الحديث وكان إمامًا عالمًا فاضلًا صدوقًا ثقة كثير المعروف وداره مأوى لأهل العلم‏.‏

وفيها توفي سلطان الدولة أبو شجاع بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه ابن ركن الدولة الحسن بن بويه بن فناخسرو الديلمي بشيراز‏.‏

وكان مدة ملكه اثنتي عشرة سنة وأشهرًا وتولى الملك صبيًا ومات وله ثلاث وعشرون سنة‏.‏

وقال صاحب مرآة الزمان‏:‏ مات عن اثنتين وثلاثين سنة‏.‏

انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وكان في مدة ملكه وقع له حروب كثيرة مع أخيه مشرف الدولة وخطب له ببغداد ثم اصطلحا حسب ما ذكرناه وخطب لمشرف الدولة على عادته إلى أن توفي سلطان الدولة هذا‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن عبد الله بن الحسين أبو القاسم الخفاف كان يعرف بابن النقيب البغدادي رأى الشبلي وغيره وسمع الكثير وكان سماعه صحيحًا وكان شديدًا في السنة ولما مات ابن المعلم فقيه الشيعة جلس رضي الله عنه للتهنئة وقال‏:‏ ما أبالي أي وقت مت بعد أن شاهدت موته‏.‏

وأقام عدة سنين يصلي الفجر بوضوء العشاء الآخرة‏.‏

قلت‏:‏ ومما يدل على دينه وحسن اعتقاده بغضه للشيعة عليهم الخزي‏.‏

ولو لم يكن من حسناته إلا ذلك لكفاه وفيها توفي محمد بن الحسن الشريف أبو الحسن الأقساسي العلوي‏.‏

هو من ولد زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه‏.‏

حج بالناس من العراق سنين كثيرة نيابة عن المرتضى وكان فاضلًا شاعرًا فصيحًا وهو أيضًا من كبار الشيعة‏.‏

وفيها توفي الأمير أبو طاهر بن دمنة صاحب آمد من ديار بكر‏.‏

كان قتل ابن مروان صاحب ميا فارقين وقتل عبد البر شيخ آمد واستولى عليهما من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة إلى هذه السنة‏.‏

وكان يصانع ممهد الدولة بن مروان وأيضًا يصانع شروة‏.‏

فلما قتل شروة ممهد الدولة وولي أخوه أبو منصور طمع هذا في البلاد واستفحل أمره‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي أبو الحسن المحاملي الفقيه الشافعي كان تفقه بأبي حامد الاسفرايني وغيره وكان إمامًا فقيهًا مصنفًا مات في شهر ربيع الأول‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ذراعان وخمس أصابع‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا سواء‏.‏

السنة الخامسة من ولاية الظاهر وهي سنة ست عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها توفي في شهر ربيع الآخر السلطان مشرف الدولة أبو علي الحسن ابن السلطان أبي نصر فيروز بهاء الدولة ابن السلطان عضد الدولة بويه ابن السلطان ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي‏.‏

واستقر الأمر بعد موته على تولية جلال الدولة أبي طاهر فخطب له على منابر بغداد وهو بالبصرة وخلع على شرف الملك أبي سعيد بن ماكولا وزيره ولقبه علم الدين سعد الدولة أمين الملة شرف الملك‏.‏

قلت‏:‏ وهذا ثاني لقب سمعناه من اسم مضاف إلى الدين‏.‏

وأول ما سمعنا من هذه الألقاب لقب بهاء الدولة بن بويه ركن الدين‏.‏

قلنا‏:‏ لعل ذلك كان تعظيمًا في حقه لكونه سلطانًا فيكون هذا على هذا الحكم هو أول لقب لقب به في الإسلام والله أعلم‏.‏

ومن يومئذ ظهرت الألقاب وتغالت فيها الأعاجم حتى إنهم لم يدعوا شيئًا إلا وأضافوا الدين له حتى اشتهر ذلك وشاع وسمي به كل أحد حتى الأسالمة فمنهم من يسمى جلال الدين وسعد الدين وجمال الدين فلا قوة إلا بالله‏.‏

وحق المغاربة في حنقهم ممن يلقب بهذه الألقاب‏.‏

وأنا بالله أحلف لو ملكت أمري ما لقبت بجمال الدين ولا غيره وأكره من يسميني بذلك ولا أقدر على تغيير الاصطلاح‏.‏

وهذا لا يكون إلا من ولي أمر أو حاكم بلدة‏.‏

وقد خرجنا عن المقصود فنعود إلى ذكر مشرف الدولة‏.‏

ومات مشرف الدولة وله ثلاث وعشرون سنة وثلاثة أشهر وأربعة عشر يومًا‏.‏

وكانت مدة ملكه خمس سنين وشهرًا وخمسة وعشرين يومًا‏.‏

وكان شجاعًا مقدامًا جوادًا إلا أنه كان يميل إلى الشيعة على عادة آبائه وأجداده ميلًا ليس بذاك وينصر أهل السنة في بعض الأحيان‏.‏

وكل ملوك بني بويه كانوا على ذلك غير أنهم كانوا يميلون في الباطن للشيعة‏.‏

والله أعلم بحالهم‏.‏

وفيها توفي عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد أبو محمد التجيبي المصري البزار المعروف بابن النحاس مسند ديار مصر في وقته‏.‏

مولده ليلة النحر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ومات في عاشر صفر‏.‏

وفيها توفي علي بن محمد أبو الحسن التهامي الشاعر المشهور كان من الشعراء المجيدين وشعره في غاية الحسن‏.‏

قدم القاهرة مستخفيًا ومعه كتب كثيرة من حسان بن المفرج البدوي وهو متوجه إلى بني قرة فظفروا به فاعتقل بخزانة البنود في سادس عشرين شهر ربيع الآخر ثم قتل سرًا في سجنه في تاسع جمادى الأولى‏.‏

والتهامي بكسر التاء المثناة من فوقها وفتح الهاء وبعد الألف ميم هذه النسبة إلى تهامة وهي تطلق على مكة حرسها الله‏.‏

ومن شعر التهامي من جملة قصيدة‏:‏ قلت لخلي وثغور الربا مبتسمات وثغور الملاح وله بيت بديع من جملة قصيدة‏:‏ وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى طرا فلا تعتب على أولاده وفيها توفي محمد بن يحيى بن أحمد بن الحذاء أبو عبد الله القرطبي الحافظ المحدث العلامة سمع الكثير وروى الحديث وكتب وصنف ومات في شهر رمضان‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏

السنة السادسة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة سبع عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها عاد جلال الدولة إلى البصرة وقبض على وزيره أبي سعيد عبد الواحد بن أحمد بن جعفر بن ماكولا وعلى أبي علي ابن عمه‏.‏

ثم جرت أسباب استوجبت إطلاق ابن عمه واستوزره جلال الدولة ولقبه يمين الدولة وزير الوزراء وخلع عليه‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب أبو الحسن القرشي الأموي قاضي القضاة كان عفيفًا جليلًا قال القاضي أبو العلاء‏:‏ ما رأينا مثله جلالةً وصيانة وشرفًا‏.‏

وفيها توقي محسن بن عبد الله بن محمد أبو القاسم التنوخي اللغوي القاضي الحنفي ولد يوم الأحد الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وقدم دمشق مجتازًا إلى الحج فأدركه أجله في الطريق في ذي القعدة فحمل إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ودفن بالبقيع‏.‏

وكان من أوعية العلم وله مصنفات كثيرة وشعر جيد من ذلك وكل أداريه على حسب حاله سوى حاسدي فهي التي لا أنالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة إذا كان لا يرضيه إلا زوالها وفيها توفي عبد الله بن أحمد الإمام أبو بكر المروزي القفال شيخ الشافعية بخراسان كان يعمل الأقفال وحذق في عملها حتى صنع قفلًا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات‏.‏

فلما صار ابن ثلاثين سنة اشتغل بالعلم وتفقه حتى برع فيه وفاق أقرانه‏.‏

ومات في جمادى الآخرة وله تسعون سنة‏.‏

وفيها توفي علي بن أحمد بن عمر بن حفص أبو الحسن بن الحمامي كان إمامًا محدثًا كبير الشأن سمع وحدث ومات في شعبان عن تسع وثمانين سنة‏.‏

وفيها توفي في قول الذهبي عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه أبو حازم الهذلي العبدوي أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وأربع عشرة إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وسبع أصابع‏.‏

السنة السابعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة ثماني عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها خطب لجلال الدولة على المنابر ببغداد بعد أن منع الأتراك من ذلك وخطبوا لأبي كاليجار‏.‏

وفيها ورد كتاب السلطان محمود بن سبكتكين على الخليفة القادر يخبر بما فتح من البلاد من أرض الهند وكسره الصنم المعروف بسومنات‏.‏

وفيها توفي الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم الوزير المغربي ولد بمصر في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة وهرب منها لما قتل الحاكم أباه عليًا وعمه محمدًا‏.‏

وقيل‏:‏ إن أباه وزر للعزيز بمصر ثم للحاكم ابنه‏.‏

وهرب الحسين هذا للعراق وخدم بني بويه ووقع له بالشرق أمور ووزر لغير واحد من ملوك الشرق‏.‏

وكان فاضلًا عاقلًا شاعرًا شهمًا شجاعًا كافيًا في فنه حتى الدهر سهل وصعب والعيش مر وعذب فاكسب بمالك حمدًا فليس للحمد كسب وما يدوم سرور فاختم وطينك رطب وفيها توفي عبد الرحمن بن هشام القرشي الأموي صاحب الأندلس الذي كان لقب نفسه في سنة أربع عشرة وأربعمائة بالمستظهر والمستكفي والمعتمد وعاد ملك بني أمية إلى الأندلس بسببه فلما كان في هذه السنة وثب الجند عليه فقتلوه وانقطعت ولاية بني أمية عن الأندلس إلى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة‏.‏

وكانت ولاة الأندلس من بني أمية أربعة عشر على عدد أسلافهم ومدة سنينهم مائتان وثمانون سنة فأولهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم أبو المطرف الملقب بالداخل لكونه دخل المغرب بويع سنة تسع وثلاثين ومائة في أيام أبي جعفر المنصور العباسي‏.‏

ثم ولي بعده ابنه هشام في سنة اثنتين وسبعين‏.‏

ثم ولي بعده ابنه الحكم بن هشام بن عبد الرحمن في سنة ثمانين ومائة‏.‏

ثم ولي بعده ابنه عبد الرحمن بن الحكم في سنة ست وثمانين ومائة‏.‏

ثم ولي بعده ابنه محمد في سنة ثمان وثلاثين ومائتين‏.‏

ثم ولي بعده ابنه المنذر بن محمد سنة ثلاث وسبعين ومائتين ومات سنة خمس وسبعين ولم يكن له ولد فولي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل سنة 275 ه‏.‏

ثم ولي بعده ابنه عبد الرحمن سنة ثلاثمائة‏.‏

ثم ولي بعده الحكم بن عبد الرحمن سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة‏.‏

ثم ولي بعده ابنه هشام سنة سبعين وثلاثمائة ومات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد أن تغلب عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار الملقب بالناصر لدين الله سنة 399 ه ثم غلب عليه المستعين سليمان بن الحكم سنة 400 ه‏.‏

ثم غلب محمد بن هشام بن عبد الجبار للمرة الثانية في شوال سنة 00 ه‏.‏

ثم هشام بن الحكم للمرة الثانية في ذي الحجة سنة 400 ه‏.‏

ثم ولي سليمان المستعين للمرة الثانية من شوال سنة 403 ه إلى المحرم من سنة 407 ه‏.‏

ثم تغلب علي بن حمود إلى شهر رمضان سنة 408 ه‏.‏

ثم ولي المرتضى عبد الرحمن بن محمد في شهر رمضان سنة 408 ه ثم تغلب القاسم بن محمود في نفس السنة‏.‏

ثم يحيى بن علي بن حمود في سنة 412 ه ثم القاسم بن حمود للمرة الثانية في سنة 413 ه‏.‏

ثم ولي المستظهر عبد الرحمن بن هشام في شهر رمضان سنة 414 ه‏.‏

ثم ولي المستكفي محمد بن عبد الرحمن في ذي القعدة سنة 414 ه‏.‏

ثم تغلب يحيى بن علي بن حمود للمرة الثانية في ربيع الأول سنة 416 ه‏.‏

ثم ولي المعتد هشام بن عبد الرحمن من ربيع الأول سنة 418 ه إلى سنة 422 ه‏.‏

وهو آخرهم‏.‏

وفيها توفي الشريف أبو الحسن علي بن طباطبا العلوي‏.‏

كان فاضلًا شاعرًا فصيحًا‏.‏

مات وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم أبو إسحاق الأسفرايني الأصولي المتكلم الفقيه الشافعي إمام أهل خراسان ركن الدين‏.‏

وهو أول من لقب من الفقهاء‏.‏

كان إمامًا مفتنًا له التصانيف المشهورة وكانت وفاته يوم عاشوراء بنيسابور‏.‏

وقد تقدم أن الألقاب ما تداول تسميتها إلا من الأعاجم لحبهم للرياسة والتعظيم كما هي عادتهم‏.‏

وفيها توفي معمر بن أحمد بن محمد بن زياد أبو منصور الأصبهاني الزاهد كان من كبار المشايخ وله قدم هائلة في الفقه والصلاح‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وثلاث عشرة إصبعًا‏.‏

السنة الثامنة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة تسع عشرة وأربعمائة‏:‏ فيها ولى الظاهر أمر دمشق لأمير الجيوش الدزبري وكان شجاعًا شهمًا واسمه أبو منصور أنوشتكين التركي‏.‏

وفيها توفي محمد بن عمر بن يوسف أبو عبد الله بن الفخار القرطبي المالكي الحافظ عالم الأندلس في عصره سمع الحديث وحدث وحج وجاور بالمدينة وأفتى بها وكان إمامًا عالمًا زاهدًا ورعًا متقشفًا عارفًا بمذاهب الأئمة وأقوال العلماء يحفظ المدونة حفظًا جيدًا‏.‏

وفيها توفي حمزة بن إبراهيم أبو الخطاب كان بلغ من بهاء الدولة بن بويه منزلة عظيمة لم يبلغها غيره كان يعلمه النجوم‏.‏

وكان حاكمًا على الدولة والوزراء والقواد يخافونه وما كان يقنع من الوزراء بالقليل‏.‏

ولما فتح فخر الملك قلعة سابور حمل إليه مائة ألف دينار فاستقلها وما كان بهاء الدولة يخالفه أبدًا‏.‏

وفيها توفي عبد المحسن بن محمد بن أحمد بن غالب بن غلبون أبو محمد الصوري الشاعر المشهور‏.‏

كان أبو الفتيان بن حيوس مغرىً بشعره ويفضله على أبي تمام والبحتري والمتنبي فقال أبو العلاء المعري‏:‏ الأمراء لا يناظرون ‏"‏ يعني أنه ليس في هذا المقام‏.‏

وكان أبو الفتيان يقول‏:‏ إن أغزل ما قيل قول جرير‏:‏ إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا وقال الصوري أغزل منهما وهو قوله‏:‏ ما الذي قالته عينا - - ك لقلبي فأجابا قلت‏:‏ وقال غير ابن حيوس‏:‏ إن أرق ما قيل قول القائل‏:‏ عيون عن السحر المبين تبين لها عند تحريك القلوب سكون إذا أبصرت قلبًا خليًا من الهوى تقول له كن مغرمًا فيكون ومن شعره أيضًا‏:‏ صددت فكنت مليح الصدود وأعرضت أفديك من معرض ومن كان في سخطه محسنًا فكيف يكون إذا ما رضي وله أيضًا‏:‏ تريك نفسك في معاندة الورى رشدًا ولست إذا فعلت براشد شغلتك عن أفعالها أفعالهم هلا اقتصرت على عدو واحد وفيها توفي محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد الفقيه أبو الحسن البغدادي الحنفي ولد سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وسمع الكثير ورواه وكان يتجر وله مال عظيم صادره ملوك بني بويه حتى افتقر ومات فلم يكفن حتى بعث إليه الخليفة كفنًا‏.‏

ومات ولم يكن في زمانه أعلى سندًا منه‏.‏

وكان صدوقًا صالحًا ثقة فقيهًا فاضلًا عالمًا‏.‏

وفيها توفي أبو الفوارس قوام الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي‏.‏

كان عزم على نقض الصلح بينه وبين أخيه أبي كاليجار فعاجلته منيته فمات في ذي القعدة وحمل تابوته إلى شيراز فدفن في تربة عماد الدولة بن بويه‏.‏

وفيها هلك قسطنطين أخو بسيل ملك الروم وبعد موته انتقل الملك إلى بنت له وزوجها وهو ابن خالها يسمى أرمانوس ولم يكن من بيت الملك وجعلت ولاية العهد في أرمانوس المذكور ولبس الخف الأحمر وتسمى قيصرًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم سبع أذرع سواء‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏

السنة التاسعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة عشرين وأربعمائة‏:‏ فيها وقع بالعراق برد في الواحدة مائة وخمسون رطلًا كانت كالثور النائم ونزلت في الأرض مقدار ذراع قاله أبو المظفر في مرآة الزمان وفيها فسد الأمر بين قرواش صاحب الموصل وبين أبي نصر بن مروان صاحب ميافارقين‏.‏

وسببه أن قرواشًا كان تزوج ببنت أبي نصر المذكور فأقامت عنده مدة ثم هجرها فطلبها أبو نصر فنقلها إليه وهذا أول الشر‏.‏

وفيها توفي علي بن عيسى بن الفرج أبو الحسن الربعي صاحب أبي علي الفارسي قرأ الأدب ببغداد على السيرافي وخرج إلى شيراز ودرس بها النحو على الفارسي عشرين سنة ثم عاد إلى بغداد وأقام بها باقي عمره‏.‏

خرج يومًا يمشي على جانب الشط فرأى الشريف الرضي والمرتضى في سفينة ومعهما عثمان بن جني النحوي فصاح أبو الحسن‏:‏ من أعجب أحوال الشريفين أن يكون عثمان جالسًا في صدر السفينة وعلي يمشي على الحافة فضحكا وقالا‏:‏ باسم الله‏.‏

قلت‏:‏ وهذا مما يدل على أن الرضي والمرتضى كانا يصرحان بالرفض‏.‏

وفيها توفي الأستاذ الأمير المختار عز الملك محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العزيز المعروف بالمسبحي الكاتب الحراني الأصل المصري المولد والمنشأ صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنفات‏.‏

قال ابن خلكان‏:‏ كانت فيه فضائل ولديه معارف ورزق حظوة في التصانيف واتصل بخدمة الحاكم العبيدي‏.‏

قال‏:‏ وتاريخه ثلاثة عشر ألف ورقة‏.‏

انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وله عدة تصانيف أخر‏.‏

مات في شهر ربيع الآخر‏.‏

والمسبحي‏:‏ بضم الميم وفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وفي آخرها حاء مهملة‏.‏

قال السمعاني‏:‏ هذه النسبة إلى الجد‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا سواء‏.‏

السنة العاشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة‏.‏

فيها عملت الرافضة النوح في يوم عاشوراء بالكرخ ووقع بينهم وبين أهل السنة وقعة قتل فيها جماعة من الفريقين‏.‏

وفيها خطب للأمير أبي سعيد مسعود بن محمود بن سبكتكين بعد موت أبيه بأرمينية والأطراف‏.‏

وفيها عاد جلال الدولة إلى بغداد من واسط‏.‏

ولم يحج أحد من العراقيين في هذه السنة وحج الناس من مصر وغيرها‏.‏

وفيها توفي أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو الحسن ويعرف بابن الدان أصله من الجزيرة وسكن دمشق وكان يعظ وكان صاحب مقالات وكرامات وهو معدود من المشايخ‏.‏

وفيها توفي أحمد بن محمد بن العاص بن أحمد بن سليمان بن عيسى بن عراج أبو عمر القسطلي الشاعر المشهور‏.‏

قال ابن حزم‏:‏ كان عالمًا بنقد الشعر لو قلت إنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد‏.‏

وهو من مدينة قسطلة دراج وقيل هو اسم ناحية‏.‏

وكان من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر‏.‏

ومن شعره من جملة قصيدة طويلة‏:‏ أضاء لها فجر النهى فنهاها عن المدنف المضنى بحر هواها وضللها صبح جلا ليله الدجى وقد كان يهديها إلي دجاها وفيها توفي السلطان يمين الدولة أبو القاسم محمود بن سبكتكين ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور صاحب غزنة وغيرها‏.‏

كان السلطان محمود هذا يلقب قبل السلطنة بسيف الدولة وكان من عظماء ملوك الدنيا وفتح عدة بلاد من الهند وغيرها واتسعت مملكته حتى بلغت أوقافه عشرة آلاف قرية وامتلأت خزائنه من أصناف الأموال والجواهر وكان دينًا خيرًا متعبدًا فقيهًا على مذهب أبي حنيفة‏.‏

وما حكاه ابن خلكان من قصة القفال في صلاة الحنفية بين يدي ابن سبكتكين المذكور ليس لها صحة يعرف ذلك من له أدنى فوق من وجوه عديدة فإن محمودًا المذكور كان قد قرأ في ابتداء أمره وبرع في الفقه والخلاف وصار معدودًا من العلماء وصنف كتابًا في فقه الحنفية قبل سلطنته بمدة سنين وذلك قبل أن يشتهر القفال‏.‏

فمن يكون بهذه المثابة لا يحتاج إلى من يعرفه الصلاة على المذاهب الأربعة بل ولا غيرها وأصاغر الفقهاء من طلبة العلم يعرفون الخلاف في مثل هذه المسألة‏.‏

وأيضًا حاشا القفال من أن يقع في مثل هذه القبائح من كشف العورة والضراط في الملأ وتحكيم رجل نصراني في قراءة كتب المذهبيين والافتراء على مذهب الإمام الأعظم أبي حنيفة وما ثم أمر يحتاج إلى ذلك ولا ألجأت الضرورة إلى أن يفعل بعض ما قيل عنه‏.‏

وإنما محمود بن سبكتكين رجل من المسلمين لا يزيد في الحنفية ولا ينقص من الشافعية ولعل بعض الفقراء يكون أفضل منه عند الله تعالى‏.‏

وها أنا لم أكن مثل القفال في كثرة علومه بل ولا أصاغر تلامذته لو قيل لي‏:‏ افعل بين يدي السلطان بعض ما قيل عن القفال لا أرضى بذلك ولا ألتفت إلى السلطان ولا إلى غيره ولا أهزأ بصلاة مسلم كائن من كان‏.‏

فهذا كله موضوع على القفال من أهل التحامل والتعصب‏.‏

فنعوذ بالله من الاستخفاف بالعلماء والوقوع في حقهم ونسأل الله السلامة في الدين‏.‏

وكانت وفاة السلطان محمود في جمادى الأولى من هذه السنة رحمه الله تعالى‏.‏

وتولى بعده الملك ابنه مسعود بن محمود الآتي ذكره‏.‏

الماء القديم أربع أذرع وثلاث وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

السنة الحادية عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة‏.‏

فيها قتل أبو علي الحسن بن علي بن ماكولا بالأهواز قتله غلام له يعرف بعدنان كان يجتمع مع امرأة في داره ففطن بهما فعلما بذلك فخافا منه وساعدهما فراش كان في داره فغموه بشيء وعصروا خصاه حتى مات وأظهروا أنه مات فجأة فأخذ الغلام والفراش وضربا فأقرا بما وقع من أمره فصلبا وحبست المرأة في دار‏.‏

وفيها أخذ ملك الروم مدينة الرها‏.‏

وفيها ولد بمدينة إسكاف ولد له رأس وبقية بدنه كالحية فنطق ساعة مولده وقال‏:‏ الناس تحت غضب منذ أربع سنين والواجب أن يخرجوا فيستسقوا ليكشف عنهم البلاء‏.‏

فكتب قاضي إسكاف للخليفة بذلك فاجتمع الناس واستسقوا فلم يسقوا‏.‏

وفيها توفي الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين أبو العباس أحمد ابن الأمير أبي أحمد إسحاق ابن الخليفة جعفر المقتدر ابن الخليفة المعتضد أحمد ابن الأمير أبي أحمد طلحة الموفق ابن الخليفة جعفر المتوكل ابن الخليفة محمد المعتصم ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة المهدي محمد ابن الخليفة أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي البغدادي‏.‏

بويع بالخلافة بعد القبض على الطائع عبد الكريم في حادي عشر شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ومولده في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة‏.‏

وأمه أم ولد تسمى يمنى ماتت في خلافته‏.‏

وتوفي ليلة الاثنين حادي عشر ذي الحجة ودفن ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء‏.‏

وكانت خلافته إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر وهو أطول الخلفاء العباسية مدة لا نعلم خليفة أقام في الخلافة هذه المدة من بني العباس ولا غيرهم إلا المستنصر معدًا العبيدي الآتي ذكره فإنه أقام في خلافة مصر ستين سنة‏.‏

وتخلف بعد القادر ابنه أحمد ولقب بالقائم بأمر الله‏.‏

وكان القادر رحمه الله أبيض كث اللحية يخضب وكان دينًا خيرًا حسن الاعتقاد أمارًا بالمعروف فاضلًا‏.‏

صنف كتبًا كثيرة في فنون من العلم منها كتاب في أصول الدين وكتاب في فضائل الصحابة وعمر بن عبد العزيز وكتاب كفر فيه القائلين بخلق القرآن‏.‏

وكان كثير الصيام والصدقات رحمه الله تعالى‏.‏

وفيها توفي عبد الوهاب بن علي بن نصر بن أحمد القاضي أبو محمد البغدادي المالكي الفقيه سمع الحديث وروى عنه غير واحد وكان شيخ المالكية في عصره وعالمهم وصنف كتاب التلقين وشرح الرسالة وغير ذلك‏.‏

وفيها توفي يحيى بن نجاح أبو الحسين بن القلاس الأموي مولاهم القرطبي‏.‏

رحل إلى البلاد وسمع الكثير وحج واستوطن مصر‏.‏

وكان عالمًا ورعًا دينًا‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعًا وست أصابع‏.‏

السنة الثانية عشرة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة‏.‏

فيها بعث الظاهر صاحب الترجمة بكسوة الكعبة فكسيت‏.‏

وفيها لم يحج أحد من العراق ولا من خراسان وحج الناس من مصر‏.‏

وفيها رأى رجل من أهل أصبهان في النوم أن شخصًا وقف على منارة أصبهان وقال‏:‏ سكت نطق نطق سكت‏.‏

فانتبه وحكى للناس فما عرف أحد معناه فقال رجل‏:‏ يا أهل أصبهان سكت الدهر زمانًا عنهم ثم أبكاهم دمًا حين نطق فما كان بعد ذلك إلا قليل ودخل عسكر مسعود بن محمود بن سبكتكين ونهب البلد وقتل عالمًا لا يحصى‏.‏

وفيها توفي علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم أبو الحسن البصري الحافظ الشاعر‏.‏

قال محمد بن علي الصوري‏:‏ لم أر ببغداد أكمل منه‏.‏

وجمع بين معرفة الحديث وعلم الكلام والأدب والفقه والشعر‏.‏

ومن شعره وأجاد‏:‏ إذا عطشتك أكف اللئام كفتك القناعة شبعًا وريا فكن رجلًا رجله في الثرى وهمة هامته في الثريا وفيها توفي محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى أبو بكر الصباغ البغدادي ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وسمع الكثير‏.‏

قال أبو بكر الخطيب‏:‏ كتبت عنه وكان صدوقًا ثقة‏.‏

وقال رئيس الرؤساء أبو القاسم علي بن الحسن‏:‏ تزوج محمد بن الطيب زيادة على تسعمائة امرأة‏.‏

الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة قال‏:‏ وفيها توفي أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الحربي الحرفي في شوال وله سبع وثمانون سنة وأبو الحسن علي بن أحمد النعيمي المحدث الأديب وأبو الفضل منصور بن منصور بن نصر بن عبد الرحيم ابن بنت السمرقندي الكاغدي في ذي وفيها كان الطاعون ببلاد الهند والعجم وعظم إلى الغاية وكان أكثره بغزنة وخراسان وجرجان والري وأصبهان ونواحي الجبل إلى حلوان وامتد إلى الموصل والجزيرة وبغداد حتى قيل‏:‏ إنه خرج من أصبهان وحدها أربعون ألف جنازة ثم امتد إلى شيراز‏.‏

أمر النيل في هذه السنة‏:‏ الماء القديم أربع أذرع وعشرون إصبعًا‏.‏

مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعًا وأربع أصابع‏.‏